الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار ، تذكرة لأولي القلوب والأبصار ، تبصرةً لذوي الألباب والاعتبار ، أيقظ من خلقه من اصطفاهم فزهدهم في هذه الدار ، وفقههم للسعي في طاعته والاستعداد ليوم المعاد ، أحمده أبلغ حمدٍ وأزكاه وأشهد أن لا إله إلا هو البرُّ الكريم الغفور الودود ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد :
بعد محنة البقاء على عمق 700 متر تحت الأرض 68 يوماً، خرج عمال منجم سان خوسيه التشيلي الـ 33 أشد عزيمة وبعضهم أكثر وهناً. وهنا تجلت قدرة الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده أولاً وآخراً ، ثم جهود الحكومات والهيئات الذين بذلوا أوقاتهم وأموالهم وأفكارهم في إنقاذ أولئك الرهط وانتشالهم من المنجم .
عباد الله : لقد " احترم الإسلام الذات الإنسانية وكرمها ، قال تعالى: [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ] [الإسراء:70] ، وكفل للإنسان أن يعيش آمنا، لا يعتدي عليه أحد، ومنعه من أن يعتدي على الآخرين، قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة:193]، وأعطى الإنسان الحق، في أن يتصرف في شؤون نفسه، وحمله مسؤولية هذا التصرف .
عباد الله : إن السر الذي دفع بالحضارة الغربية لمسافات طويلة في طريق الرقي والتقدم هو"الاهتمام بالإنسان" بكل ماتحمله هذه العبارة من معنى بدء من العناية به تربية وتعليما وتأمين كل متطلباته واحتياجاته وليس انتهاء بتقديم كل الخدمات الصحية والاجتماعية دون أن يجهد نفسه للحصول عليها. اهتمام عنوانه"العناية الفائقة بالإنسان من المهد وحتى يوضع في اللحد".
وهو نفس السر الذي كشفت عنه حضارة اليابان المعاصرة والنمور الآسيوية والصين وحتى الهند رغم التِّعداد السكاني الهائل.
دول أعطت للإنسان حقوقه كاملة فمنحها كل جهده وعطائه وتفانيه وانتمائه فأنتج إبداعات إنسانية خلاَّقة شكَّلت مظاهر تلك الحضارات التي أنتجت وصنعت الطائرات والسيارات والأجهزة الكهربائية وغيرها .
كل الأسرار الأخرى ترتبط إجباريا بهذا السر العظيم فالإنسان هو أساس التنمية وبدون البشر لا تقوم على وجه الأرض حضارة.
إنسان العالم المتقدم مفرغ تماما ليفكر ويعمل ويبدع ويبتكر دون أن يكون معنيا بالمراجعات والمطالبة بالخدمات والبحث عن الحقوق فكل هذه الأمور توفر له دون أن يرهق نفسه.وإذا قارنا إنسان الغرب وإنسان الشرق فليس هناك ثمت مقارنة ولرأينا البون الشاسع بينهما والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ................
الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب ، وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب ، أنار بصائر المؤمنين فأدركوا الحقائق وطلبوا الثواب وأعمى بصائر المعرضين عن طاعته فصار بينهم وبين نوره حجاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك العزيز الوهاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بأجل العبادات وأكمل الآداب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد
ويمتد الاهتمام بإنسان الأمم المتحضرة لأبعد من ذلك فلا يمكن أن يتعرض المواطن الأمريكي أو الأوربي لأي موقف في أية دولة يحل فيها ولو مسه أحد بقطرات من الماء لقامت الدنيا على المستوى الدبلوماسي ولم تقعد!
ولم يتوقف الاهتمام لديهم بالإنسان فقط فحتى الحيوان له معزة خاصة فالكلب أكرمكم الله لا يقودونه إلا بسلسلة من الذهب والأبقار تعيش مرفهة في حظائر مكيفة بالهواء البارد ناهيك عن العناية الطبية التي يقدمها آلاف الأطباء البيطريين والتغذية الصحية وخدمات السبع نجوم كل تلك الخدمات تقدم في إطار ما يسمى"بالرفق بالحيوان"أي أن حقوق الحيوان محفوظة أكثر من حقوق إنسان في العالم النامي.
لم تستطع تلك الدول النائمة حماية مواطنيها انطلاقا من حقوقهم المشروعة. فكثيرة هي الحوادث التي تعبر عن التعاطي السلبي مع حقوق المواطن.
والواقع خير دليل على ما نقول ، واللبيب بالإشارة يفهم .
هذا وصلوا وسلموا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل حكيم: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال : ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) اللهم صلي وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعيين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم وفق قادة بلادنا لما تحب وترضى وخذ بأيدهم للبر والتقوى ، اللهم أصلح أحوالنا واهدى زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووفقهم في دراستهم ، وابعد عنهم رفقاء السوء . يارب العالمين .
عباد الله إن الله يأمر العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ، وأقم الصلاة .
بعد محنة البقاء على عمق 700 متر تحت الأرض 68 يوماً، خرج عمال منجم سان خوسيه التشيلي الـ 33 أشد عزيمة وبعضهم أكثر وهناً. وهنا تجلت قدرة الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده أولاً وآخراً ، ثم جهود الحكومات والهيئات الذين بذلوا أوقاتهم وأموالهم وأفكارهم في إنقاذ أولئك الرهط وانتشالهم من المنجم .
عباد الله : لقد " احترم الإسلام الذات الإنسانية وكرمها ، قال تعالى: [ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ] [الإسراء:70] ، وكفل للإنسان أن يعيش آمنا، لا يعتدي عليه أحد، ومنعه من أن يعتدي على الآخرين، قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ [البقرة:193]، وأعطى الإنسان الحق، في أن يتصرف في شؤون نفسه، وحمله مسؤولية هذا التصرف .
عباد الله : إن السر الذي دفع بالحضارة الغربية لمسافات طويلة في طريق الرقي والتقدم هو"الاهتمام بالإنسان" بكل ماتحمله هذه العبارة من معنى بدء من العناية به تربية وتعليما وتأمين كل متطلباته واحتياجاته وليس انتهاء بتقديم كل الخدمات الصحية والاجتماعية دون أن يجهد نفسه للحصول عليها. اهتمام عنوانه"العناية الفائقة بالإنسان من المهد وحتى يوضع في اللحد".
وهو نفس السر الذي كشفت عنه حضارة اليابان المعاصرة والنمور الآسيوية والصين وحتى الهند رغم التِّعداد السكاني الهائل.
دول أعطت للإنسان حقوقه كاملة فمنحها كل جهده وعطائه وتفانيه وانتمائه فأنتج إبداعات إنسانية خلاَّقة شكَّلت مظاهر تلك الحضارات التي أنتجت وصنعت الطائرات والسيارات والأجهزة الكهربائية وغيرها .
كل الأسرار الأخرى ترتبط إجباريا بهذا السر العظيم فالإنسان هو أساس التنمية وبدون البشر لا تقوم على وجه الأرض حضارة.
إنسان العالم المتقدم مفرغ تماما ليفكر ويعمل ويبدع ويبتكر دون أن يكون معنيا بالمراجعات والمطالبة بالخدمات والبحث عن الحقوق فكل هذه الأمور توفر له دون أن يرهق نفسه.وإذا قارنا إنسان الغرب وإنسان الشرق فليس هناك ثمت مقارنة ولرأينا البون الشاسع بينهما والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ................
الحمد لله الذي أرشد الخلق إلى أكمل الآداب ، وفتح لهم من خزائن رحمته وجوده كل باب ، أنار بصائر المؤمنين فأدركوا الحقائق وطلبوا الثواب وأعمى بصائر المعرضين عن طاعته فصار بينهم وبين نوره حجاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك العزيز الوهاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بأجل العبادات وأكمل الآداب صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . أما بعد
ويمتد الاهتمام بإنسان الأمم المتحضرة لأبعد من ذلك فلا يمكن أن يتعرض المواطن الأمريكي أو الأوربي لأي موقف في أية دولة يحل فيها ولو مسه أحد بقطرات من الماء لقامت الدنيا على المستوى الدبلوماسي ولم تقعد!
ولم يتوقف الاهتمام لديهم بالإنسان فقط فحتى الحيوان له معزة خاصة فالكلب أكرمكم الله لا يقودونه إلا بسلسلة من الذهب والأبقار تعيش مرفهة في حظائر مكيفة بالهواء البارد ناهيك عن العناية الطبية التي يقدمها آلاف الأطباء البيطريين والتغذية الصحية وخدمات السبع نجوم كل تلك الخدمات تقدم في إطار ما يسمى"بالرفق بالحيوان"أي أن حقوق الحيوان محفوظة أكثر من حقوق إنسان في العالم النامي.
لم تستطع تلك الدول النائمة حماية مواطنيها انطلاقا من حقوقهم المشروعة. فكثيرة هي الحوادث التي تعبر عن التعاطي السلبي مع حقوق المواطن.
والواقع خير دليل على ما نقول ، واللبيب بالإشارة يفهم .
هذا وصلوا وسلموا على خاتم النبيين وإمام المرسلين فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل من قائل حكيم: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال : ((من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا)) اللهم صلي وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وذي النورين عثمان وأبي السبطين علي وعن آل بيت نبيك الطيبين الطاهرين وعن أزواجه أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعيين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وعفوك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم وفق قادة بلادنا لما تحب وترضى وخذ بأيدهم للبر والتقوى ، اللهم أصلح أحوالنا واهدى زوجاتنا وأبنائنا وبناتنا ووفقهم في دراستهم ، وابعد عنهم رفقاء السوء . يارب العالمين .
عباد الله إن الله يأمر العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ، وأقم الصلاة .